ابي الحسن في رثاء ابنه الصغير

حُـكم الــمنيــة فـي الــبــريــة جــــارٍ ماهــذه الــدنيـــا بــدار قـــــراري
بيـنمـا يرى الإنسـان فيهــا مخبــــرا حتى يرى خبرا من الاخبـــــاري
طبعــت عـلى كـدر وأنت تريدهــــا صفوا من الأقدار والاكــــــداري
ومـــكلـــف الأيـــام ضـد طبــاعهـــا متطلب في الماء جدوى تنــــاري
وإذا رجـــوت الــمستحيــل فـــإنمـــا تبني الـــرجاء على شفيرٍ هــاري
الـــعيـش نــوم والــمنيــة يــقــضــــه والمــرٌ بيــنهـما خيــال ســـــاري
فــأقضـوا مــآربكــم عٌجــالاً فـــإنمـــا أعمــاركـــم سفراً من الاسفــــاري
وتـراكضــوا خيـل الـشبـاب وبــادروا أن تـــستـــرد إنـهــن عـــــواري
فالدهر يخدع بالــمنـى ويـغـس إن هـنَ ويــهـــدم مـــابــنــى بــبــــواري
ليــس الزمــان إن حـرصـت مـسالمــاً خلق الزمــان عــداوة الاحـراري
إنــي وتــرت بــصـــارم ذي رونــــق أعــددتــه لــطــلابه الاوتـــــاري
ياكـوكــب ما كــان اقـــصــر عــمــره وكذا تكون كواكب الاسحــــاري
واســـتــل مــــن أقــــرآنـــه ولــداتــــه كالمقلة استلت من الاشفــــــاري
فكــــأن قــلبــي قــبـــره وكـــأنــــه في طيه سـر مـــن الاســــراري
ابــكيــه ثــم أقــــول مــعتــذراً لــه وفقت حين تــركــت أللأم داري
جـــاورت أعــدائــي وجـاور ربـــه شتآن بـيـن جـــواره وجــــوآري
أشكو بعـــآدك لي وأنت بــمـوضعــاً لولا الردى لسمعت به ســـراري
ولقد جــريـت كـمـا جــريـت لــغايــة فبلغتها وأبوك في المضمــــاري
فــإذا نــطقــت فـــأنــت أول منـطقـي وإذا سكتَ فأنت في إضمــــاري
أخـفـي مــن الــبـرحــاء نـــاراً مـثلمــا يخفي من النار الزناد الــواري
وأخــفـض الــزفــرات وهــي ســواعــد وأكفكف العبرات وهي جــواري
وأكـــف نـيــرآن الأســـى ولــربـمــــا غلب التصبر وارتمت بشــراري
ولـــربمـــا اعـــتبــر الحــلــيم بجــاهــــل لاخير في يمنى بغير يســــاري