زهرة السلام
عدد المساهمات : 189 نقاط : 5625 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 24/06/2010 العمر : 34
| موضوع: اللهم اني عبدك وابن عبدك السبت يوليو 03, 2010 6:18 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد،
في كل وقت وحين تتكاثر الهموم والأحزان على المسلمين وأحسن الكلام حسبنا الله ونعم الوكيل. وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعية حري بنا أن نستعملها في النوازل والمصائب ومنها قوله عليه الصلاة والسلام ((ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي، إلا أذهب الله همّه وحزنه وأبدله مكانه فرحا، قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلّمها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها)).
وقد تضمن هذا الحديث أمورا من المعرفة والتوحيد منها: أن الداعي به صدّر سؤاله بقوله: ((إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك))، وهذا يتضمن الاعتراف بأنه مأمور منهي، والعبودية هي نهاية التذلل والخضوع والإنابة، وامتثال أمر الله واجتناب نهيه، ودوام الافتقار إليه، واللجأ إليه، والاستعانة به، والتوكل عليه.
ومعنى قوله: ((ناصيتي بيدك)) أي أنت المتصرف في، تصرفني كيف تشاء، لست أنا المتصرف في نفسي، وكيف يكون له تصرف في نفسه مَن نفسه بيد ربه أي بقدرته تعالى (واليد هنا ليست على المعنى المتابدر للذهن الجارحة,كلا أنما على معنى القدرة لأن الله تعالى متصف بالصفات التى لاتشبه صفات غيره) فالعبد أموره بقدرة الله تجري حياته وموته وسعادته وشقاوته والأمر كله إلى الله تعالى .ومن علم أن ناصيته ونواصي العباد جميعا بيد الله وحده، يصرفهم كيف يشاء لم يخشهم بعد ذلك ولم يرجهم، وصار فقره وضرورته إلى ربه وصفا لازما له، ولم يفتقر إليهم، ولم يعلق أمله ورجاءه بهم، وحينئذ توكله على الله، ولهذا قال هود عليه السلام لقومه كما أخبر الله تعالى بقوله: إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم [هود].
وقوله صلى الله عليه وسلم : ((ماض في حكمك، عدل في قضاؤك)) قضائه كله عدل، وأمره كله مصلحة، والذي نهى عنه كله مفسده، وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله ورحمته، وعقابه لمن يستحق العقاب بعدله وحكمته.ويتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه، من صحة وسقم، وغنى وفقر، ولذّة وألم، وحياة وموت، وعقوبة وتجاوز، وغير ذلك، وقوله: ((أسألك بكل اسم هو لك...)) توسل إليه بأسمائه كلها، ما علم العبد منها وما لم يعلم، وهذه من أحب الوسائل إليه، فإنها بأسمائه، وقد قال تعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها [الأعراف0].
ويستفاد من قوله: ((أو استأثرت به في علم الغيب عندك)) أن لله عز وجل أسماء غير التسعة والتسعين المشهورة، والمذكورة في قوله : ((إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة)).
القرآن ربيع القلوب، والمراد أن يجعل قلبه مرتاحا إلى القرآن، مائلا إليه، راغبا في تلاوته وتدبره، منوّرا لبصيرته. فتضمن الدعاء أن يحيى قلبه بربيع القرآن، وأن ينوّر به صدره، فتجتمع له الحياة والنور، كما قال تعالى: أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها [الأنعام:122]. | |
|