لوعة ٌ في الضُّلوع مثل جهنَّمْ
تركت هذه الضـُّلوعَ رَمادا
بتُّ مرمى للدَّهر ِ بي يَتَعَلـَّمْ
كيف يُصمي القلوب والأكبادا
كيف ينجو فـُؤادُهُ أو يسلمْ
من تمادى بهِ الأسى فـَتـَمَادى
أنا لولا الشُّعور لم أتألـّمْ
ليت هذا الفؤاد كان جمادا
كيفَ لا أبكي وفي العين دموعْ
كيف ا أشكو وفي القلب صدوع
قـَلَّ في الناس من صَبَرْ
مُختارا
*
لحظة ٌ، ثمَّ صَارَ ضِحكي وجيبا
ونشيجاً، والنـَّومُ صار سُهادا
ربِّ لمَّا خلقت هذي الخُطوبا
لِمَ لـَمْ تخلق الحشا فولاذا
كلـَّما قلتُ قد وجدت حبيبا
طلعَ الموتُ بيننا يتهادى
صِرتُ في هذه الحياةِ غريبا
ليتَ سُهدي الطـَّويل كان رقادا
فتجلـَّدْ أيُّها القلبُ الجزوع
أو تدفـَّق كُلـَّما شاء الولوع
عَندماً أو دماً هُدِرْ
أو نارا
*
كان بين الكرى وبيني صُلحُ
فأراد القضاءُ أن نتعادى
لم أكد أخلعُ السَّواد وأصحو
مِن ذهولي حتى لبستُ السَّوادا
في فؤادي، لو يعلمُ النّاس، جُرحٌ
لا يُلاشى حتـّى يلاشى الفرادا
يا خليلي، هيهات ينفعُ نصحُ
بعدما ضيّع الحزينُ الرَّشادا
أنت لا تستطيع إحياء الصَّريع
وأنا، حمل الأسى لا أستطيع
ذا الذي صيَّر الكَدَر
إكدارا
*
يا ضريحاً على ضفافِ الوادي
جاد من أجلك الغمامُ البلادا
فيك أودعتُ، منذ ستٍ، فؤادي
وبرغمي أطلعتُ عنك البعادا
غير أنِّي، وإن عدتني العوادي
ما عدتني بالرَّوح ِ أن أرتادا
أنبتت حولك الزُّهورُ الغوادي
واللـَّيالي أنبتن حولي القتادا
وذبولُ الغصن في فصل الرّبيع
لو رآهُ شجرُ الرَّوض المريع
جََمَدَ الماءُ في الشَّجرْ
محتارا
*
كيف لا يتَّقي الكرى أجفاني
وجُفـُوني قد استحلن صعادا
ودموعي بلونها الأرجواني
منهلٌ ليس يُعجبُ الورَّادا
والذي في الضّلوع من نيران
صار ثوباً ومقعداً ووسادا
كيف يقوى على الشَّدائد عان
أكَلَ السُّقم جسمهُ أو كادا
فإذا ما غشي الطـّرفَ النـّجيع
فتذكّر أنّه القلب الصّديع
كظـّه الحزن فانفجر
انفجارا
*
طائرٌ كان في الرُّبى يتغنّى
أصبح اليوم يحمل الأصفادا
غصنٌ كان والصبا يتثنّى
هصرتهُ يد الرَّدى فانآدا
نال مني الزَّمان ما يتمنـّى
وأبى أن أنال منهُ مرادا
وتجنّى ما شاء أن يتجنـّى
واستبدَّت صروفهُ استبدادا
حطـّم السّيف وما أبقى الدُّروع
وتداعى دونه السّورُ المنيع
وأراني من العِبَر
أطوارا
*
ما لهذي النـُّجوم تأبى الشُّروقا
أتخاف الكواكبُ الأرصادا
فرط البَينُ عِقدها المنسوقا
أم لم ا بي أرى البياض سوادا
أم فقدن كما فقدت شقيقا
فلبسن الدُّجى عليه حدادا
ما لعيني لا تبصر العيُّوقا
ولقد كان ساطِعاً وقـّادا
سافراً يختال في هذا الرّقيع
هل أتاه نبأ الخطبِ الفظيع
أن رأى مصرع القمر
فتوارى
*
سدّد الدّهرُ قوسه ورماني
لم تحد مهجتي ولا السَّهمُ حادا
هكذا أسكتت صروف الزَّمان
بلبلاً كان نوحه إنشادا
فهو اليوم في يدِ السّجّان ِ
يشتهي كل ساعةٍ أن يصادا
فاحسبوني أدرجتُ في الأكفان
إن أنفتـُم أن تحسبوا القول بادا
ليس في هذي ولا تلك الرُّبوع
ما يسلِّي النَّفس عن ذلك الضّجيع
قبره،جادك المطر
مِدْرارا