فزاع الطيور
الجزء الثاني
وفي احدى الليالي المظلمة رأيته.
أجل..
في عتمة الليل رأيت فزاع الطيور وراء نافذتي كسر الزجاج ومد اصابعه المرعبة وفتح النافذة ثم دخل..
صرخت..
صرخت بكل ما املك من قوة وخوف.. ملأ صراخي المتتابع ورعبي الشديد سكون الليل وصمت البلدة النائمة..
استيقظ والدي وامي واخوتي وجميع الجيران ورأيته يقفز هاربا من النافذة المفتوحة.
وكان حطام الزجاج جزاءا من حقيقة ما شاهدت ودليلا واضحا على ان شيئا ماا قد حدث.
اخبرتهم انني رايت فزاع الطيور كسر زجاج النافذة ودخل لياخذني فلم يصدق احد وقال بعضهم ان ما رايته كان حلما مزعجا وان تحطم زجاج النافذة ربما كان سببه قطة ضالة او طيرا اصطدم بالنافذة ثم عاد ليطير..
لم يدعني والدي بعد تلك الحادثة ان انام وحيدا ورغم ذلك حلمت بفزاع الطيور اكثر من مرة انما مع مرور الوقت بدات انسى وقد مضى على ذلك اليوم اكثر من ثلاث سنوات نسيت خلالها قصتي مع فزاع الطيور ونسي اهلي والجيران ما حدث لي ذات ليلة خريفية موحشة…
وفي احد ايام ايلو..
كنت وحيدا..
ذهب ابي وامي واخوتي الى المدينة وقالوا انهم سينامون هناك في منزل خالتي .
ولم اتذكر اننا في ايلول
لم اتذكر رعبي القديم وهلعي …
كنت وحيدا..
وكان مطر الخريف يبلل سطوح الابنية والشوارع المعتمة ونوافذ المنازل ،والحقول البعيدة.
عدت مساء الى المنزلوكنت جائعا فاكلت كثيرا وجسلت في غرفتي ارقب من وراء الزجاج مطر الخريف ..
عندها تذكرتُ
تذكرت فجاة ودفعة واحدة كل ما حدث معي منذ حوالي ثلاث سنوات ..
وفي تلك اللحظة سقط شيء في داخل المطبخ وتحطم اسرعت الى هناك ثم طردت قطة رمادية لا اعرف كيف دخلت وعدت لانام في مكتبة والدي وقد ازداد مطر الخريف جنونا وشراسة .
وبعد محاولات عديدة استطعت النوم.
وفي منتصف الليل وعتمته استيقظت على طرقات خفيفة تقرع النافذة .
فتحت عيني
لم اصدق في البداية
انتابني واحتلني فجاة الرعب والفزع .
كان فزاع الطيور بجمجمته المنهوشة المليئة ديدانا شرهة يقف خلف زاجاج النافذة ويبتسم..
مد يده وكسر الزجاج .
ازداد رعبي وفزعي.
فتح النافذة باصابعه الطويلة ودخل .
سمعت وانا ممدد فوق افراش ضحكته المفزعة ووقع خطواته الثقيلة على بلاط الغرفة وهو يتقدم نحوي ..
حاولت الصراخ
حاولت بكل قواي لكنني لم استطع …………..