عندما يحب الرجال.........

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما يحب الرجال


الرجل كائن ذات طابع خاص ، نصف المجتمع الذي لا تصح الحياة بدونه ، فهو للمرأة سند وكافل وراعي ، إن هو قام بمهامه الحقيقية نحوها لتقوم بدورها نحوه ثم نحو كل مايدور حولها ، ليكونا معاً وجهي العملة ، وجهي الحقيقة ، وجهي الحياة التى بدون أحدهما لا تستقيم.

وكما ذكرت فى البداية للرجل خصوصية تجعله كائن مختلف عن المرأة – فى الحالات الطبيبعية – حيث يجب أن يسمح له تكوينه العقلى والوجدانى والجسمانى بأن يؤدي مهامه التي تختلف عن مهام المرأة نوعاً وكماً ، فيتميز فى الأغلب ببناء عقلي يسمح له باستيعاب نواقص المرأة وتوليد العديد من الأفكار التى تمكنه حين تطبيقها من تحقيق التوازن بين ما يفرزه عقله وتحتمه عليه ظروفه وبين ما ينتج لديه من مشاعر بوصفه إنسان تتحرك مشاعره فينصت إلي همسها ، وحينها ربما تتخافت قوة ما يخرج منه من صوتٍ قوي ليظهر همهمات تراه فيها وكأنه طفل هائم أو كائن جاء من عالم مفعم بالمشاعر ، عالم لا يعرف حدود عالمنا ولا مفاهيمه التي تم الإتفاق عليها فأصبحت إجبارياً قوانين تنظم حتى مشاعرنا فى حال رغبت فى الخروج من بين ضلوعنا لنعبر عنها فى مجال أوسع ، خاصة مع حالة النمو اللامتناهية التى تحدث للمشاعر بحيث يصعب فى مرحلة ما السيطرة عليها .

وحين نتحدث عن الحب عند الرجل تعترض المرأة فى كثير من الأحيان ، فهى تعتبر الحب والمشاعر حكراً لها ، وتنظر لها بوصفها الإرث السلالي الذى يميزها ، فإذا ما ذُكر الحب ذكرت المرأة ، وإذا أردت أن تعرف المشاعر فاختصر وقل : حواء ، وكأننا اتفقنا على أن الرجل عقل ، والمرأة مشاعر ، وهذه القاعدة أمر غير منصف ، فكم من رجال يحملون أسمى المشاعر وأرقها ، وكم من إمرأة داست على المشاعر وقتلها أمام رغبة فى مال أو فى ماركة سيارة أو فى رغبة جسدية تحركها تجاه علاقة يذبل فيها الحب وتنتصر رغبة الجسد .

بل أن الكثير من الدراسات التى أخذت بعض الشخصيات وتعمقت فى دراستها قد أشارت إلى أن الرجل لو أحب – حباً حقيقياً – ربما تنازل لأجله عن الكثير من متاع الدنيا ، ليبقي على هذا الحب ، وما يميزه هنا عن المرأة التى قد تفعل ذلك من قبيل المشاعر فقط هو أن الرجل

يُقبل على ذلك بعد تفكير ، فيكون قراره بتوقيع قلبه وعقله ، فربما يكون القرار هنا أبدي ، ويكن أكثر قدرة على مواجهة الصعاب ، لأنه تحرك من دفتيه ، عقله وقلبه ، فيضمن لمركب الحياة أن تسير فى طريقها موقنة بقدرتها على مواجهة الأمواج التى هي خاصية أساسية من خصائص بحر الحياة ، فقد تعلمنا أن الحياة الهادئة ليست على الأرض .

والرجل حينما يدخل هذه الحالة من الحب ، فعندها يضع كل أسلحته ، ليسلم تسليماً كاملاً يتعهد فيه طواعية بالتنازل عن حياته بكل ما فيها ليصبح أكثر تعبيراً عن الحب من المرأة

ببساطة لأنه يبذل مجهود فى ذلك ، ويسخر عقله إلى جانب مشاعره لهذه المهمة ، فيسعى لاختيار الكلمات ، ويبحث عن سُبل السعادة الحقيقية لمن يحب ، ويأتى على نفسه كثيراً لأجلها ، فقد انصهرت مشاعره وأفكاره لكي تعيش لشخص أخر ، إذا ما أمعنا التفكير فيه لن نجده أخر لأنه من البداية قرر أن يجعله جزء من نفسه أو يجعل نفسه جزء منه ، فحين خلط الأشياء جيداً لا تتمكن من فصل أين كانت البداية ، ولو أخذت عينة من أشياء تم خلطها جيداً لن تستطيع أن تقر أى منهما متوافر بنسبة أعلى فى هذا المزيج .

وإذا ما راجعت تاريخ عدد من الرجال الذين اشتهروا بقسوتهم وغلظتهم فى التعامل مع العالم فسوف تجد ما أقره لك الأن ، فهل عرف التاريخ رجل أكثر عدواناً وعدائية وقسوة ووحشية من هتلر؟!! الزعيم النازي الذى عرفه التاريخ بأشرس الرجال ، فإذا ما راجعت تاريخه سوف تجد فيه إسم لا يمكن أن يمر مرور الكرام هو : إيفا براون ، تلك المرأة التى أحبها هتلر ، وترك عندها كل خططه ، ويحكى لنا المؤرخون عن التحول الشديد لهذا الرجل عند عشيقته أو محبوبته ، التى عاش معها سنوات طويلة منذ أنا كانت تعمل مساعدة لواحد من موظفيه عام 1912 حتى 29 إبريل 1945 حينما تزوجها هتلر رسمياً ، وكان الجميع يصفونها بأنها : إمرأة محدودة الذكاء ، لكنها شديدة الإخلاص لهتلر وتحبه ، رغم أنها كانت من أشد الساخرين بشاربه قبل أن تصبح حبيبته التى لا تغادره مهما حدث له ، والتى قررت معه الإنتحار فى اليوم التالى بإحتساء السم .

كان هتلر يشاركها كل ما يفكر فيه ، ليس فقط لحظات العاطفة أو العلاقة الجنسية ، ولكن كل الحياة ، ويقولون أنه كان شديد الرقة معها ، وعندها تنهار كل أسلحته ليتحول إلى حمل وديع – مش عارفة إزاى ، لكن هذا أقره عدد كبير من المؤرخين – فيحط عندها كل أسلحته ونياشينه وملبسه الرسمي الذى كان يراه جزء منه ، ولكن هذا لا يكون فقط بخلعهم عن جسمه ، وإما أيضاً بخلعهم عن روحه ليعيش معها دور العاشق الذي لا يحمل سلاح سوى حبه نحوها ليحميه من أى شئ ، أقصد ليحميهما من أى شئ فقد قررا أنهما شخص واحد .

هل تحتاج أى إمرأة دليل أخر على قوة الحب عند الرجل ؟!! ، واستعداده للتنازل عن الكثير لأجله، وقدرته على العطاء العاطفي حتى أخر قطرة فى دمه ، بالطبع يحدث كل هذا لإن الرجل فى النهاية إنسان ، تعتمل لديه المشاعر بقوة عالية حتى لو لم يستطيع أن يعبر عنها بأكملها ، لكنه يُثمن المشاعر ويقدرها ، شريطة أن (يحب حباً حقيقياً)

تحياتي للجميع

نــــدى