أمـــــــــــة من كـــــــــــــــلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أُمة من كلام


بقلم ثامر سباعنه



أسف على هذا العنوان الذي يصيب أمتي العزيزة التي انتمي لها وأكن لها في قلبي كل الحب والتقدير ، لكن للأسف قلبي الذي يحتويها زاد حزنه واساه على حالها وعلى ما وصلت إليه من تراجع وتردي يحزن عليه كل من انتمى لها.

أصبحت أمتي أمة الكلام بعد أن كانت أولى الأمم وأقواها واقدرها على البناء والتغيير ، بل إن لها الفضل في إنشاء وإقامة العديد من حضارات العالم الحديث ، وأرشدت العالم إلى العديد من العلوم التي لازالت للآن تخدم الإنسانية .

أمة من كلام .. تشردت وتفتت وتوزعت خيراتها على الأعداء.

إن الدماء الزكية التي سالت على أرض لبنان الطاهر والعراق العزيز وأفغانستان النخوة وفي فلسطين الصامدة جراء الوحشية والهمجية الصهيونية بدعم بل ودفع وقح من الإدارة الأميركية تؤكد للعالم زيف ادعاءات الديمقراطية والحرية، وتؤكد من جديد بأن هذه الإدارة تروّض القيم والمفاهيم لتخدم مصالحها وتستخدمها أداة في مخططاتها التوسعية الاستعمارية التي باتت تطلق عليها الشرق الأوسط الجديد.

لم يعد يحتمل الصمت من امتنا شعوباً وحكاماً ، لم يعد هناك فائدة للدموع ، فالعالم أصبح ينصت للقوي وان ظلم لا للضعيف وان كان على حق ، لا يعقل أن نبقى نلوم الحكام والقيادات وننسى واجبنا نحن كشعوب ، نستطيع أن نتحرك ، نستطيع أن ننصر أهل فلسطين ولبنان والعراق وكل المستضعفين والمظلومين ، نحن امة المليار قادرين على التغير والنهوض ، قادرين على صنع النصر وإزالة الغمة والوهن عن شعوبنا و أمتنا ، يكفي منا الصمت والخنوع ويكفي منا أن نحمل غيرنا المسؤولية ونحن نتحمل جزءاً كبيراً منها ، طبعاً لا نعفي الحكام والقيادات من مسؤولياتهم فهم القوة وهم القرار ( جازاهم الله ) لكن لابد للشعوب من كلمة ، لابد للمؤسسات والمنظمات والأحزاب من تحرك واضح وقوي .

أمتي الغالية..لابد لنا من أن نصنع بداية لنهاية الوهن الذي نحن فيه ، لابد لنا من أن نرسم البسمة لأبنائنا ، لابد من أن نخط تاريخاً مشرفاً للأجيال القادمة لتذكرنا بالخير لتبدأ من حيث انتهينا ، لا أن تجد نفسها ضائعة بين الأمم.

قال تعالى : (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))

أمتي يكفي كلام ووعود فارغة بعيده عن الواقع والتطبيق ، أصبح كل كلامنا هباءً منثوراً لا يسمن ولا يغني من الجوع شيئاً ، أصبحنا امة الكلام والكلام والكلام !!! ابتعدنا عن الفعل البنّاء وابتعدنا عن الاعمار والتطوير والتنمية وأصبحنا نتسول على طرقات الغرب ، بل بحثنا عن الغربي الغريب لينصرنا على أعدائنا ... وأحيانا على أخوتنا في الدين والدم .

أمتي مقدساتك في خطر.. المسجد الأقصى المبارك ،أولى القبلتين واحد المساجد الثلاث التي تشد إليه الرحال ، هو في الأسر والأبعاد منذ عام 1967م، والأصعب والأخطر انه الآن يهوّد ويمزّق ويدمّر بكل الطرق ، فأساساته قد تخلخلت بفعل الحفريات ، وأرضه قد هوّدت بفعل المصاره ، وأهله قد شُردوا بفعل هدم بيوتهم ، وللأسف أمتي نائمة ،أو مجرد متفرجة وكأن الأقصى لأهل القدس فقط ؟؟؟ هل تنتظرون أن يقام الهيكل مكان الأقصى الشريف!!!

أمتي الحبيبة الغالية.. لابد لنا من وقفه.. نراجع فيها حالنا..نضع يدنا على الجرح والوجع.. نرسم مستقبلنا.. نقود البشرية نحو الحق والنور والسعادة..

نحن قادرين على هذا لكننا بحاجة إلى :

أولاً النية الصادقة.. ثانياً الإخلاص.. ثالثاً العمل الجاد.. رابعاً التعاون والأخوة.

منقول

تحياتي للجميع

نــــدى